ريال مدريد- حلم مبابي أم غياب التوازن والانسجام؟

المؤلف: نايف العتيبي09.22.2025
ريال مدريد- حلم مبابي أم غياب التوازن والانسجام؟

قبل المواجهة الحاسمة في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، كانت الأنظار مُسلَّطة على نادي ريال مدريد، والألسن تلهج بمصطلح "الريمونتادا"، تلك الكلمة الإسبانية الساحرة التي تعني العودة، أو الانتفاضة.

وقد ألهب جمهور "المدريديستا" الأجواء بحماس منقطع النظير خارج أسوار ملعب سانتياجو برنابيو، لكن كتيبة المدرب المخضرم كارلو أنشيلوتي عجزت عن ترجمة ذلك الشغف الجماهيري إلى واقع ملموس على أرضية الميدان، لتفقد لقبها الأوروبي وتتجرع مرارة الهزيمة 2-1 على ملعبها.

أثبت فريق آرسنال استحقاقه للتأهل إلى الدور نصف النهائي بجدارة، بفوز عريض بنتيجة 5-1 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، لكن الحقيقة المؤكدة هي أن كتيبة المدرب الشاب ميكيل أرتيتا حسمت الأمور لصالحها في مباراة الذهاب التي أُقيمت شمال العاصمة الإنجليزية لندن الأسبوع المنصرم.

فقد استلهم الفريق اللندني قوته من نجم خط وسطه المتألق ديكلان رايس، الذي قاد فريقه لتحقيق فوز تاريخي بفضل ركلتين حرتين متقنتين، لكن استسلام ريال مدريد بدا واضحًا وجليًا، وكشف عن مكامن الخلل ومواطن الضعف في صفوفه.

في الصيف الفائت، احتفل ريال مدريد بصفقة قياسية ومدوية، وهي التعاقد مع النجم الفرنسي كيليان مبابي، حيث رصد النادي الملكي ميزانية ضخمة لضم اللاعب ودفع راتبه، وفقًا لتقديرات موقع "ترانسفير ماركت" العالمي المتخصص في اقتصاد كرة القدم.

وعلى الرغم من أن مبابي تمكن من تسجيل 33 هدفًا، إلا أن هناك انتقادات مشروعة تُوجه إلى فريق ريال مدريد الذي بات يعاني من عدم التوازن.

بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل حقيقة أن النادي الإسباني العملاق قد أهمل معالجة نقاط الضعف في صفوفه، في سعيه الحثيث والمستميت للظفر بخدمات مهاجم باريس سان جيرمان السابق.

هل أعمى التعاقد مع مبابي بصيرتهم عن رؤية مواطن الضعف؟

وفقًا لما ذكره الموقع العالمي، فإنه من الظلم المبالغة في انتقاد مساهمة مبابي في هذا الموسم، بالنظر إلى غزارته التهديفية، التي تُعادل بالفعل ما قدمه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في موسمه الأول مع الفريق الملكي.

لكن ريال مدريد يواجه خطرًا حقيقيًا بإنهاء الموسم خالي الوفاض، دون الفوز بلقب الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا، وهو ما سيُمثل كارثة بكل المقاييس، وسيزيد من الضغوط على المدرب كارلو أنشيلوتي، الذي قد يجد نفسه مُقالًا من منصبه.

فقد تمكن الغريم التقليدي برشلونة من الفوز على ريال مدريد في ثلاث مباريات كلاسيكو هذا الموسم، كما ينتظر النادي الملكي مواجهة صعبة في نهائي كأس ملك إسبانيا أمام كتيبة المدرب الألماني هانسي فليك، المرشح الأوفر حظًا للفوز بلقب الدوري الإسباني.

لقد أخفق ريال مدريد في تقديم الأداء المأمول في المباريات المصيرية والحاسمة، وتوجهت أصابع الاتهام نحو خط هجومه الذي يعاني من عدم التوازن والانسجام.

فمبابي وفينيسيوس جونيور ورودريجو وجودي بيلينجهام، جميعهم لاعبون فرديون يتمتعون بمهارات عالية وقدرات استثنائية، لكن هناك نقصًا واضحًا في التناغم والانسجام بين خط الهجوم وخط الوسط.

وقد ظهرت فجوات واسعة في خط الوسط خلال فوز آرسنال في معقل "البرنابيو"، وافتقد الفريق الملكي بشدة إلى قدرة النجم الألماني المخضرم توني كروس على صناعة اللعب من مركز متأخر.

تشبه المشكلات التي يعاني منها ريال مدريد هذا الموسم المشكلات التي واجهها فريق باريس سان جيرمان عندما شكل ثلاثيًا هجوميًا مرعبًا مكونًا من مبابي ونيمار وليونيل ميسي، فهؤلاء اللاعبون نجوم لامعون، لكنهم كانوا في كثير من الأحيان غير مستعدين للقيام بالواجبات الدفاعية المطلوبة.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة